s-cooool.yoo7.com/vb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


من هنا نرتقي وفي الجنة نلتقي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قالت ذات يوم !!!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أفلاطون
عضو جديد
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 19
العمر : 43
Localisation : MUSCAT
نقاط : 54718
تاريخ التسجيل : 10/05/2009

قالت ذات يوم !!! Empty
مُساهمةموضوع: قالت ذات يوم !!!   قالت ذات يوم !!! Emptyالأحد أغسطس 16, 2009 6:36 pm

قالت ذات يوم !!!!




قالت ذات يوم وفي عينها سؤال ، ماذا اشتهي أن افعل بالليل ، اانام تحت وسادته الغمضاء أسهد العين، أم التحف تحت عباءته المظلمة الهوجاء، . قالت وفي قرارة نفسها بأن لا ترجع إلى الماضي ، لا ترجع إلى تلك الأيام الخوالي ، لا ترجع إلى ما كانت تشتهيه من أفكار ولدت عنها حب الكبرياء وغموض الحقيقة . أفكار لم تضعها على بداية السلم الصحيح لمجابهة فرسان هذا الكوكب .

لقد اشتهت في هذه اللحظة بأن يكون الليل كائن حي يحس حتى تقتله ، تقتل غموضه وصمته الذي يخيم على الوادي السحيق بداخلها ، تقتل انوفته وحبه للتعذيب الفكري في ولجاته العقيمة .

بدأت الأفكار تتضارب بين جنبات عقلها ، لماذا أنا القي اللوم على الليل ولا القي اللوم على الناس والحياة ، هل الليل يحس فينا مثل ما يحس فينا البشر . ما ذنب الليل الذي يطل علينا بمسائه الجميل ونسيمه العليل ، كم مرة تسامرت أنا مع الليل لوحدي وجمعتنا خلوة فكرية وعاطفية معه لا أنساها ، كم مرة اشتكيت أنا لليل من قهر الحياة بعدما رفض الجميع أن يسمعني . إذن فأنا احبك أيها الليل فأغفر لي خطأي فيك .

تراجعت هي عن هذا الكلام بسرعة عندما خطر في ذهنها شي من الماضي القديم ، ذكريات الطفولة وذلك الولد الذي كان يجلس تحت شجرة الزيتون الكبيرة والتي لم تكن تثمر أبدا أو لربما أثمرت في وقت بعيد ولكنها قد توقفت عن الثمر لأسباب قد تعود لها شخصيا . صورة ذلك الولد تتراود إلى ذهنها بين الفينة والأخرى وهو يحمل معه عصا يتكأ عليها وكأنه شيخ قد فذفه العمر بسرعة متناهية إلى العجز ، لقد كان ذلك الولد ابيض البشرة ، مبتسم دائما ، له عينان تسحر الناظر إليها .

صورة ذلك الولد تولد في نفسها حسرة الأيام ، وتذكرها بأجمل الأوقات . وفجأة بدأت عينها تذرف الدمع بحرقة شديدة وتستغرب هي من نفسها كيف أن عينيها تدمع وقلبها قد مات بين لحظات الماضي ونظرات المستقبل المبهم . تساءلت في نفسها ما سبب ذلك البكاء الشديد ، ومن ذلك الولد الذي يراودها في أحلامها بطلعته البهية وبابتسامته التي تشفي الروح وتدخل في النفس البهجة .

تمنت في هذه اللحظة إن يمتلك الليل آلة زمنية يرجعها إلى الماضي ، يرجعها إلى تلك الأيام لكي تحس بحلاوة طعمها وتذهب إلى تلك الشجرة الكبيرة لتتيقن من صورة ذلك الولد الذي يتكأ عليها وتعانقه معانقة شديدة بين أحضانها من لهيب الشوق له والنظر إلى عينيه الساحرتين . ولكن استوقفتها هنا لحظة المبادئ والعادات والتقاليد كيف إنها تحضن ولدا يتكأ على شجرة زيتون وهي لا تعرفه ، ماذا يقولوا عنها ، ماذا لو عرف والدها بالأمر ، ماذا لو عرف إخوانها بالحقيقة فأنهم سوف يقتلونها شر قتلة .

لكن هنا بدأ قلبها يدق بطريقة غريبة وبدأ يشتهي معانقة ذلك الولد بصورة غريبة وكأن شيئا رابطا جمعهما مع بعض منذ زمان بعيد . تمالكت نفسها في حينها وقالت ماذا حل بأفكاري ومبادئي ، أتراني مجنونة في ذلك الولد الغريب الذي يشدني إليه حب الشوق لرؤيته ومعانقته . تمنت أن تقترب في تلك اللحظة من تلك الشجرة التي بدأت أغصانها تتكسر احتجاجا على مبدأ الحياة الغير متساوي . لقد شدت في نفسها العزيمة والرحال للذهاب إلى تلك الشجرة ، وفي تول خطوتين إلى الأمام تجمدت قدماها في مكانها فلم تستطع أن تقترب اكثر من تلك الشجرة ، تساءلت في نفسها ما سبب ذلك الجمود المفاجئ هل هو سحر من الشيطان أم الأرض والشجرة قررا أن لا تتقدم إلى ذلك الولد . فحاولت إن تتقدم ولكن بدون فائدة تذكر فرجلاها قد تجمدتا في الأرض . ولكن نظرت إلى العلي فإذا بحمامة بيضاء ترفرف فوق رأسها وهي تبعث فيها آلام والشجاعة لمواصلة المسير إلى تلك الشجرة لمعانقة ذلك الولد ، وبالفعل استجمعت قوتها وتحركت بخطئ خفيفة وبطيئة إلى تلك الشجرة ، وعندما دنت منها فذا بالولد يضع رأسه إلي الأسفل وينظر إلى الأرض وكأنه لا يريد أن يراها ، وعندما اقتربت اكثر فذا به يضع رأسه بين ركبتيه متحاشيا النظر إليها . وفجأة وقفت تنظر إليه وإلى حركاته وكأنه لا يريد النظر إليها لسبب قوي أبعدهما عن بعض .

بدأت هنا تقلب أوراق حياتها لتتيقن السبب وحقيقة ذلك الولد الذي لا يريد أن ينظر إليها وماذا فعلت هي في دنياها حتى يخشى النظر إليها . في ذلك الوقت شدها سر عظيم وشوق لمعانقة ذلك الولد بسرعة على الرغم من عدم نظره هو إليها ، وازداد هذا الشوق عندما نظرت إلى النور الذي ينبعث من جسد ذلك الولد وقد كان يبعث في نفسها حب النظر إليه وحب معانقته . وقررت في تلك اللحظة أن تقترب من الولد وان ترفع رأسه إلى الأعلى لكي تكتشف حقيقته التي يخبأها وسر إعجابها به وحقيقة مراودته لها في أحلامها دائما وهو يبتسم . وعندما دنت منه ورفعت رأسه إلى الأعلى وجاء نظرها في نظره وقفت ذاهلة من حجم الموقف وشدته وبدأت عيناها تذرف الدمع بسرعة كبيرة وقلبها يتقطع .

أتدرون من هذا الولد انه ابنها الذي فقدته في الحرب ، فقدته عندما كان هو في عمر الزهور ، فقدته عندما ذهب هو ليأتي لها بالدواء عندما كانت مريضة جدا وقد ضحى بحياته من اجلها ، فقدته وهي تعلم انه قد ضحى في يوم من الأيام بحياته من اجل إنقاذ أخته الصغيرة عندما كان راجعين من المدرسة وحماها بنفسه وقدم رجله قربانا لها من اجل أن تبقى هي على قيد الحياة وتستمتع بحياتها ، لقد فقد في تلك اللحظة رجله اليسرى بعدما أصابته ثلاث رصاصات فيها ولم يكن له خيار غير التخلص من تلك الرجل للابد وبعدها بدأ يمشي على عصا كانت له رفيقة دربه الأولى .

نظرت هي في عينه فإذا ببريق يضيء من عينه بشدة إليها ، وإذا بعناق شديد بينهما استمر طويلا من حرة اللقاء ولهيب الشوق بينهما . فجأة حاول الولد التملص من ذراعيها وقال لها بصوت فيه حشرجة البكاء وعينه تسكب دمعا بعدما فقد حلاوة المستقبل وحلمه بان يصبح إنسان مفيد في مجتمعه وان يصبح عندما يكبر محاميا لكي يدافع عن حقوق الناس وهم يظلمون ويغتصبون أرضهم بدون ذنب اقترفونه . قال لها يا أمي لماذا تركتيني وحيدا تحت ضل هذه الشجرة الكبيرة التي بدأت تتثاقل هموما علي كالجبال ، يا أمي لماذا أنا هنا وحيد بدون خليل يؤنسني في غربتي الموحشة ، يا أمي أين أختي التي ضحيت أنا من اجلها ، يا أمي من أتى لك بالدواء عندما كنت مريضة ، يا أمي ماذا حل بأطفال حارتي ، يا أمي أريد أن أكون محاميا أدافع عن شرف بلدتي و أخواني وزملائي ، يا أمي خذيني معك إلى المستقبل لكي امسك بحجارة أقذف بها من جعلني في هذه الهوة وتحت هذه الشجرة المظلمة . يا أمي اني احبك واحب أختي واحب أهل حارتي واحب القرية التي عشت فيها ، يا أمي أن في قلبي غصة أريد أن أفرغها في المستقبل لكني لا أتستطيع . يا أمي دعيني أن اقبل يديك اقبل رأسك أعانقك كي أحس بحنان الأمومة وحنان الوطن وحنان الحياة وحنان المستقبل . لا تتركيني وحيدا في هذه الغابة المظلمة التي لا يرحم الكبير فيه الصغير . يا أمي لماذا لا تردي علي فأنا أتريد جوابا واحدا شافيا ينقذني مما فيه أنا الآن ، يا بمي أريد جوابا صريحا يطفئ النار بجوفي وهو هل سأصبح أنا محاميا جيدا أم سأقضي هنا حياتي تحت الشجرة .

فجأة فاقت الأم من أحلامها التي تراودها ونظرت إلى الليل وقالت له :- يا ليل تعال وخذني إلى جانب ابني تحت تلك الشجرة لكي أسامره وحدته و أكون بجنبه و أعانقه دائما لانه يناديني الآن . أيها الليل خلصني من براثن الحياة ومن آلم الماضي ومن لوعة الفراق ومن غموض المستقبل . أيها الليل ابني يناديني فأسرع بي إليه فهو في شوق لكي احكي له حكاية " الليل والمرأة العجوز" قبل أن ينام وان اقبل جبينه قبل ذهابه إلى السرير . أيها الليل صرير نفسي يناديني إلى ابني وصرير نفس ابني تناديني إليه فاسرع بي إليه لعلي اخفف عنه حرقته وآلامه وأحلامه في أن يصبح محاميا عندما يكبر يدافع عن تراب وطنه ، أيها الليل قد ناجيتك مرارا فاليوم أنا لك فشوقي لمعانقة ابني تكاد تقتلني فأذهب بي إليه بسرعة البرق .

وفجأة نظرت هي إلى الأعلى فإذا بصورة ابنها وهو يبتسم لها تحت الشجرة ويقول لها:- أنا انتظرك يا أمي فتعالي إلي بسرعة . وإذا هي تنظر إلى ابنها بحرقة الشوق له أغمضت عينيها نهائيا ولفضت أنفاسها الأخيرة وهي تقول :- "أنا قادمة لك يا بني فانتظرني تحت تلك الشجرة ".



أفلاطوووون ( رمز الحكمة والفلسفة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وعد الوفا
Admin
Admin
وعد الوفا


انثى عدد الرسائل : 537
العمر : 34
نقاط : 62103
تاريخ التسجيل : 07/05/2007

قالت ذات يوم !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قالت ذات يوم !!!   قالت ذات يوم !!! Emptyالثلاثاء أغسطس 25, 2009 4:00 pm

كلمات جميله وإبداع متجدد

بلا شك الشوق احساس عظيم وخاصة شوق الأم لأبنائها والعكس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://waedalwfa.malware-site.www
صمت القلوب
عضو جديد
عضو جديد



انثى عدد الرسائل : 13
نقاط : 53543
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

قالت ذات يوم !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قالت ذات يوم !!!   قالت ذات يوم !!! Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2009 8:05 pm

كلمات جدا رائعه..ولي سؤال بسيط: هل هذه كلماتك اخي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أفلاطون
عضو جديد
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 19
العمر : 43
Localisation : MUSCAT
نقاط : 54718
تاريخ التسجيل : 10/05/2009

قالت ذات يوم !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قالت ذات يوم !!!   قالت ذات يوم !!! Emptyالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 5:41 am

مرحبا اختي صمت القلوب ..

نعم انها كلماتي ،، وأنبثقت من داخلي بعد ان جرفني الخيال بعيدا الى ظل تلك الشجرة الوارفة الظلال الى رأيتها يوما في نشرة الاخبار عند متابعتي لاحداث فلسطين ،، انهمرت من عيني دمعة صاغها ذلك الولد الذي كان يحمل حقيبته وهو خارج من المدرسة يركض واذا برصاصة تفتك بأحشائه ويرتمي الى الارض معغانقا لها وكأن لسان حاله يقول " لن أتركك يا فلسطين وسوف أبقى متشبثا فيك ومعانقا لترابك حتى أخر أنفاسي " لحظتها أهتزت مشاعري وفكرت في أمه المسكينة التي تنتظر عودته من المدرسة وهي قد جهزت له ولاخته الغداء وهي لا تعلم ان ابنها قد عانق ارض فلسطين الى الابد ولفظ أخر أنفاسه ووجهه ملخط بالدماء وفمه مقبل لتراب فلسطين ،، مشاعر هوجاء تلفها سرمدية المكان والزمان وسط غابة فيها الوحوش تلقف الصغير والكبير ..

أفلاطون ،،، [i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صمت القلوب
عضو جديد
عضو جديد



انثى عدد الرسائل : 13
نقاط : 53543
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

قالت ذات يوم !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قالت ذات يوم !!!   قالت ذات يوم !!! Emptyالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 11:45 am

صباح الخير جميعا,,,

بوركت كلماتك اخي..وبورك قلمك الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قالت ذات يوم !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
s-cooool.yoo7.com/vb :: المنتدى الأدبي :: قسم الشعر والخواطر-
انتقل الى: